انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار بلدة إسبانية صغيرة تدعى باريخا ، تريد استقبال المهاجرين للإقامة فيها بسبب هجرة أهلها منها ،
الخبر كما تناولته بعض المواقع الإلكترونية والصحف العربية ، للأسف ، يبدو أن هذه المدينة وضعت إعلانا تدعو المهاجرين للسكن فيها. اذا ما حقيقة هذا الخبر ؟ أول من نشر هذا الخبر كانت صحيفة الغارديان البريطانية يوم الاثنين 10 أغسطس 2020 ، في تقرير بعنوان:
"We need people here’: the Spanish towns welcoming migrants’ "، مترجمة إلى العربية تعني "هنا نحن بحاجة إلى أشخاص: المدن الإسبانية ترحب بالمهاجرين".
ووفقا للمقال، نجد أنه يتمحور حول العائلات الفنزويلية التي فرت إلى إسبانيا نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها فنزويلا. أخيرًا استقروا في مدينة باريخا الإسبانية.
بعد ذلك ، يشرع كاتب المقال في الحديث عن مدينة باريخا الإسبانية وحقيقة أنها أصبحت مدينة تعاني من غياب الناس الذين يغادرونها للبحث عن فرص للعمل.
وجاء في المقال ايضا لما ترجمته: “يبتعد الشباب بحثًا عن العمل والفرص ، آخذين معهم عملهم ومهاراتهم ، وربما الأهم من ذلك ، أطفالهم.”
ويضيف سام جونز كاتب المقال الى أن هجرة السكان من هذه المدينة يؤدي الى زعزعة التوازنات الديموغرافية الشيء الذي يؤثر بشكل سلبي على العديد من القطاعات.
“يؤدي غيابهم إلى زعزعة التوازنات الديموغرافية التقليدية ، مما يحكم على العديد من البلدات والقرى الصغيرة بالتدهور الحتمي مع إغلاق المتاجر والخدمات ، وإغلاق المدارس أبوابها بسبب نقص التلاميذ ، وبقاء كبار السن فقط.
ويشير الكاتب أنه وبحسب الاحصائيات فإن 90% من سكان اسبانيا أي حوالي 42 مليون شخص يعيشون في 1500 بلدة ومدينة أي ما يمثل 30% فقط من أراضي اسبانيا .
بينما 10% فقط من السكان أي حوالي 4,6 مليون شخص يعيشون في 70% من الأراضي المتبقية مما يعطي كثافة سكانية تبلغ تقريبا 14 نسمة في كل كيلومتر مربع. ويضيف أنه في العقد الماضي ، شهدت 80% من البلديات الإسبانية انخفاضًا في عدد السكان – وهو رقم يرتفع إلى 90% للبلدات ، مثل باريجا ، التي يقل عدد سكانها عن 1000 نسمة.
منظمة غير حكومية تسعى للموازنة بين المدن الخالية والمهاجرين :
هل تساعد هذه المنظمة كل المهاجرين من انحاء العالم :
منظمة Towns with a Future Association تم انشاءها في يناير الماضي ، وعملت لحد الان مع 15 عائلة مهاجرة لديها أطفال وحوالي 40 مهاجرًا فرديًا.
و غالبا ما تساعد هاته الجمعية المهاجرين القادمين من فنزويلا.
و تساعد كذلك المهاجرين القادمين من كولومبيا وبيرو وهندوراس ونيكاراغوا وغواتيمالا وأوكرانيا ومالي .
هل يمكن للمهاجرين العرب الهجرة لمدينه باريخا الاسبانيه ؟
وكما قال دوريس كاستيلو أحد مؤسسي هاته المنظمة :
“إن وضع المهاجرين في مدريد – سواء كانت لديهم الأوراق التي يحتاجونها أم لا – صعب حقًا“.
لذلك ، ستساعدهم هذه الخطة على التوقف عن العيش على المساعدة وهذا ضروري ، لأنهم سيصبحون مستقلين ماديًا.للمشروع أيضًا تأثير اجتماعي كبير جدًا لأنه يساعد العائلات والمدن ". لكن كاستيلو يريد التأكيد على الحاجة إلى عملية مطابقة جيدة التخطيط ودقيقة. يقول: "لا يمكنك البدء في جلب المزيد من المهاجرين أكثر مما تستطيع مدينة أو قرية استيعابهم ، حتى لو كانت شاغرة".
وهذا رد صريح على أن ما تروج له وسائل الإعلام ، خاصة على المواقع والصحف العربية ، هو أمر مبالغ فيه.

اريد الهجره ماذا افعل
ردحذف